جريدة مسرحنا
العدد 351
06 نيسان/أبريل 2014
هل تعتقد سعادتك أن الشعب المصرى عظيم فعلاً ويتفوق على شعوب العالم أجمع فى الطيبة والجدعنة والأخلاق الحميدة وتقديس العمل واتباع ما يأمره به دينه؟!
إذا كنت تعتقد ذلك لن أقول لك إنك مغفل.. أقول لك امنح نفسك فقط فرصة لتأمل سلوكيات المواطن المصرى.. راقبه سوف تكتشف أن هذه الصفات وغىرها من »لستة« الصفات الحسنة الدالة على نقاء الجنس المصرى مجرد وهم زرعه الاستعمار فى نفوس المصريين ليضحك به عليهم.
اعلم، أكرمك الله، أنه لا الشعب المصرى ولا أى شعب فى الدنيا يمكن أن نضعه هكذا فى سلة واحدة ونحكم له أو علىه.. أما عندنا فى مصر فتستطيع وأنت مطمئن للغاىة أن تقول إن نسبة ليست قليلة منه تحمل أسوأ ما يمكن أن يحمله شعب من صفات.. لدينا نسبة كبيرة من الفاشلين ومرضى النفوس والمعاقين ذهنياً والأفاقين وعديمى الموهبة.. والغرىب أن هؤلاء متنفذون ومؤثرون لدىهم قدرة غريبة وعجيبة على الالتفاف حول كل من يشغل منصبًا أو بيده اتخاذ قرار أو حتى بيده التأثىر على صناع القرار.
الفاشلون والمرضى وعديمو الموهبة والأفاقون والمعاقون ذهنياً يسوءهم كثيرًا أن ينجح أحد.. يسوءهم كثيرًا أن تشيد بتجربة ناجحة أو بواحد ناجح.. لابد أن تكون وراء إشادتك مصلحة جعلتك تشيد.. والقصد هنا أن ينفوا عن الناجح نجاحه لأنه من العيب أن ينجح أحد فى هذا البلد المسكىن.. لابد أن ىكون الجميع فاشلين حتى لا يكون هناك حد أحسن من حد.. حتى يتساوى الجميع فى الفشل.. وتلك كارثة مصر ومحنتها.. كارثة شعبها بالغ النقاء والذى لا يوجد شعب فى طيبته وجدعنته وإخلاصه وأخلاقه الحميدة!! من يشاهد حميدة يسلم لى عليها من فضلكم.
أقول لك حكاية طريفة ستكتشف كم يحب هذا الشعب النجاح ويدعم الناجحين! فقد كتبت مشيدًا بنجاح مهرجان آفاق المسرحى، وقلت إن ظروفى لم تسمح لى بمتابعة المهرجان من بدايته وعندما أتيحت وشاهدت أكثر من عشرة عروض واطلعت على تفاصيل المهرجان وميزانيته أعجبتنى التجربة وكتبت عنها.. لكن كىف يكون هناك شىء ناجح فى هذا البلد الخربان.. تساءل أحدهم لماذا لم أكتب من قبل عن المهرجان؟ ومع إننى كتبت السبب فى المقال، فإن هذا المتسائل يريد أن يقول إننى لم أكتب عن المهرجان إلا بعد أن أصبحت عضوًا فى لجنة التحكيم.. يعنى أخذت رشوة حوالى 400 جنىه وهو لا يدرى أننى أنفقت أكثر منها على »التاكسيات« من وإلى المهرجان ودعك من الدخان والشاى والقهوة والنسكافيه فهى أشياء لا يقدمها المهرجان الفقير مادياً.. نعم عضوية لجنة التحكيم التى تعتبر تطوعية هى ما أتاحت لى مشاهدة عدد من عروض المهرجان والاطلاع على كل تفاصيله.. فهل ىجب أن أشتم المهرجان مثلاً وأهاجمه نظرًا لحساسية الموقف؟!
دعتنى هىئة قصور الثقافة التى تصدر هذه الجريدة إلى احتفالية العقاد بأسوان.. شاركت فى الاحتفالية ولم تعجبنى الأبحاث وهاجمتها بشدة فى صفحتى بجرىدة المساء.. ماذا تقول فى ذلك سعادتك مع إنهم دلعونى آخر دلع.. ذهبت بالطائرة وأقمت فى فندق فخم على النيل وكانوا يقدمون لى ثلاث وجبات يومىًا؟!
كتبت أىضًا عن صديقى محمد عبد الحافظ ناصف لىس بصفته صديقًا لى وإنما بصفته رئيسًا لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد.. نجح بجدارة فى رئاسته لإقليم شرق الدلتا وجاء إلى القاهرة بأفكار ومشروعات تستحق الإشادة والاحترام والدعم.. ماذا قالوا؟ خذ هذه النكتة: قالوا إننى أشدت به لأنه سيقيم أو أقام عرضين لعادل حسان وشقيقه!! ما علاقة ذلك بما كتبت ألا يعلمون أن عادل حسان ليس ابن خالتى فعلاً وأن الأمر كله مجرد تشابه أسماء. ثم هل عادل حسان وشقيقه اللذان تخرجا فى المعهد العالى للفنون المسرحي يعملان فى مرفق الإسعاف مثلا ولا يحق لهما العمل بالمسرح.. وألا يعلم هؤلاء أن الاثنين أخرجا من قبل عروضًا فى نفس الإقليم ولم أكتب مشيدًا برئيس الإقليم وقتها؟!
وألا يعلمون أن عمرو حسان شارك بعرض فى مهرجان آفاق وأعطيته درجة متدنية ورفضت تصعيده؟! ما هذا الخراء يا ناس؟!
اللهم اكفنا شر الجهلاء والفاشلين.. أو اتركنا وفوتها لنا ونحن نخلص العالم من شرهم وجهلهم وفشلهم!
يسرى حسان
المصدر::
العدد 351
06 نيسان/أبريل 2014
هل تعتقد سعادتك أن الشعب المصرى عظيم فعلاً ويتفوق على شعوب العالم أجمع فى الطيبة والجدعنة والأخلاق الحميدة وتقديس العمل واتباع ما يأمره به دينه؟!
إذا كنت تعتقد ذلك لن أقول لك إنك مغفل.. أقول لك امنح نفسك فقط فرصة لتأمل سلوكيات المواطن المصرى.. راقبه سوف تكتشف أن هذه الصفات وغىرها من »لستة« الصفات الحسنة الدالة على نقاء الجنس المصرى مجرد وهم زرعه الاستعمار فى نفوس المصريين ليضحك به عليهم.
اعلم، أكرمك الله، أنه لا الشعب المصرى ولا أى شعب فى الدنيا يمكن أن نضعه هكذا فى سلة واحدة ونحكم له أو علىه.. أما عندنا فى مصر فتستطيع وأنت مطمئن للغاىة أن تقول إن نسبة ليست قليلة منه تحمل أسوأ ما يمكن أن يحمله شعب من صفات.. لدينا نسبة كبيرة من الفاشلين ومرضى النفوس والمعاقين ذهنياً والأفاقين وعديمى الموهبة.. والغرىب أن هؤلاء متنفذون ومؤثرون لدىهم قدرة غريبة وعجيبة على الالتفاف حول كل من يشغل منصبًا أو بيده اتخاذ قرار أو حتى بيده التأثىر على صناع القرار.
الفاشلون والمرضى وعديمو الموهبة والأفاقون والمعاقون ذهنياً يسوءهم كثيرًا أن ينجح أحد.. يسوءهم كثيرًا أن تشيد بتجربة ناجحة أو بواحد ناجح.. لابد أن تكون وراء إشادتك مصلحة جعلتك تشيد.. والقصد هنا أن ينفوا عن الناجح نجاحه لأنه من العيب أن ينجح أحد فى هذا البلد المسكىن.. لابد أن ىكون الجميع فاشلين حتى لا يكون هناك حد أحسن من حد.. حتى يتساوى الجميع فى الفشل.. وتلك كارثة مصر ومحنتها.. كارثة شعبها بالغ النقاء والذى لا يوجد شعب فى طيبته وجدعنته وإخلاصه وأخلاقه الحميدة!! من يشاهد حميدة يسلم لى عليها من فضلكم.
أقول لك حكاية طريفة ستكتشف كم يحب هذا الشعب النجاح ويدعم الناجحين! فقد كتبت مشيدًا بنجاح مهرجان آفاق المسرحى، وقلت إن ظروفى لم تسمح لى بمتابعة المهرجان من بدايته وعندما أتيحت وشاهدت أكثر من عشرة عروض واطلعت على تفاصيل المهرجان وميزانيته أعجبتنى التجربة وكتبت عنها.. لكن كىف يكون هناك شىء ناجح فى هذا البلد الخربان.. تساءل أحدهم لماذا لم أكتب من قبل عن المهرجان؟ ومع إننى كتبت السبب فى المقال، فإن هذا المتسائل يريد أن يقول إننى لم أكتب عن المهرجان إلا بعد أن أصبحت عضوًا فى لجنة التحكيم.. يعنى أخذت رشوة حوالى 400 جنىه وهو لا يدرى أننى أنفقت أكثر منها على »التاكسيات« من وإلى المهرجان ودعك من الدخان والشاى والقهوة والنسكافيه فهى أشياء لا يقدمها المهرجان الفقير مادياً.. نعم عضوية لجنة التحكيم التى تعتبر تطوعية هى ما أتاحت لى مشاهدة عدد من عروض المهرجان والاطلاع على كل تفاصيله.. فهل ىجب أن أشتم المهرجان مثلاً وأهاجمه نظرًا لحساسية الموقف؟!
دعتنى هىئة قصور الثقافة التى تصدر هذه الجريدة إلى احتفالية العقاد بأسوان.. شاركت فى الاحتفالية ولم تعجبنى الأبحاث وهاجمتها بشدة فى صفحتى بجرىدة المساء.. ماذا تقول فى ذلك سعادتك مع إنهم دلعونى آخر دلع.. ذهبت بالطائرة وأقمت فى فندق فخم على النيل وكانوا يقدمون لى ثلاث وجبات يومىًا؟!
كتبت أىضًا عن صديقى محمد عبد الحافظ ناصف لىس بصفته صديقًا لى وإنما بصفته رئيسًا لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد.. نجح بجدارة فى رئاسته لإقليم شرق الدلتا وجاء إلى القاهرة بأفكار ومشروعات تستحق الإشادة والاحترام والدعم.. ماذا قالوا؟ خذ هذه النكتة: قالوا إننى أشدت به لأنه سيقيم أو أقام عرضين لعادل حسان وشقيقه!! ما علاقة ذلك بما كتبت ألا يعلمون أن عادل حسان ليس ابن خالتى فعلاً وأن الأمر كله مجرد تشابه أسماء. ثم هل عادل حسان وشقيقه اللذان تخرجا فى المعهد العالى للفنون المسرحي يعملان فى مرفق الإسعاف مثلا ولا يحق لهما العمل بالمسرح.. وألا يعلم هؤلاء أن الاثنين أخرجا من قبل عروضًا فى نفس الإقليم ولم أكتب مشيدًا برئيس الإقليم وقتها؟!
وألا يعلمون أن عمرو حسان شارك بعرض فى مهرجان آفاق وأعطيته درجة متدنية ورفضت تصعيده؟! ما هذا الخراء يا ناس؟!
اللهم اكفنا شر الجهلاء والفاشلين.. أو اتركنا وفوتها لنا ونحن نخلص العالم من شرهم وجهلهم وفشلهم!
يسرى حسان
المصدر::