كتب- مصطفى فاروق
رمي المخرج محمد عبد الوارث، عبر مشاهد العرض سنارة رؤيته الإخراجية الاستثنائية، ليربط بين العمق الدرامي الخاص لنص الحسين ثائرًا للمبدع الراحل عبد الرحمن الشرقاوي، وبين تقلبات الواقع الحالي في المعاني الإنسانية، الخاصة بالثورة والأخلاق.
لينتج في الأخير 6 لوحات مسرحية جمعت بين أحداث الماضي التاريخية في حقبة الحسين، وما يحدث في الحاضر المأساوي من إسالة للدماء وتراجع في القرارات وانسحاب لمعاني الأخلاق وتبدد لأهداف الثورات.
ليزرع العرض نبتة رسالته الهادفة في تربة قصته المتلخصة في كون الشهداء إحياء في قلوب الحاضرين، ممن ضحوا بحياتهم ليحيوا سالمين، وإن كانت حقوقهم وسط التقلبات تاهت، ولكن تبقى كلمة واحدة باقية في الخلدان "إن الشهيد إحنا مهما اتقتل عايش".
كما شهدت المسرحية حضورا خاصا للفنانة القديرة سهير المرشدي، والتي أبدت من جانبها إعجابها الشديد بالتجربة الفنية المختلفة في طرحها، موجهة رسالتها للشباب الفنانين في تصريحها لـ "بوابة الأندرجراوند"، ألا يتوقفوا عن الإبداع في المسرح وليتعمقوا في قراءة التاريخ الأصيل وتجسيده على خشبات المسرح.
بينما أوضح محمد عبد الوارث، مخرج العرض، أن هذه التجربة شكلت تحديًا كبيرًا له ولفريقه، بعد أن ظل يحضر في فكرتها وإعدادها لأكثر من سبعة أشهر مضت، لتخرج بهذا الشكل المتنوع في أسلوبها والمختلفة عن العروض الاعتيادية.